شخصية مدينة المجدل تدوينة 1
يقول اهل المجدل أنهم بطبيعتهم الاجتماعية كانوا مساليمين ومتسامحين
وكان جميع سكان المدينة من طبقة واحدة ليس فيها اقطاع وليس فيها محتاج.
يقول أحد سكان المجدل : دخل (سلطان البهرة) الجامع وصلى وخطب في
الناس وقلهم أنا مستغرب في أهالي المجدل مش قادر أعرف الطبقة الغنية من الفقيرة قالو له: هانه بتعرفش. قال: ليش؟ قالوله: لإنو
إحنا لبسنا من عملنا، الصباغ منا، اللي يمد الغزل منا، التاجر منا فمنحتاجش لحاجه
من بره تجينا أبدا غير الطربوش واللفة اللي بيجينا من ايران العجم. وقلهم: أنا
فخور بأهل المجدل اللي بعرفش الفقير من الغني لأنهم كلهم بلبسو زي بعض.
جميع عائلات مترابطة مع بعضها البعض
بحكم المصاهرة فكانوا يواسون ويهنئون بعضهم البعض، كما كان أهل المجدل
مشهورين بالكرم اذ كانت كل حمولة في المجدل لها مقعد خاص يسمى "منزول" أي
ديوان أو مضافة، ويقول أهل المجدل انه كان عددها حوالي 15 منزول، وكان الغرباء
القادمين الى المجدل ينزلون في هذه المنازل ويتناولون الطعام والشراب بالإضافة الى
المبيت، وقد كانت عائلات المجدل تتسابق لاستضافة القادمين وتقدم لهم ما يحتاجون
ولذلك كانت المجدل خالية من الفنادق الا فندقين احدهما امتلكه محمود دبك المدهون
وكان يحتوي على 4 أسرة أما الاخر فكان يملكه عبدالجبار الزنط. كذلك لم يكن في
المجدل أي مطعم سوى بسطات صغيرة لطلاب المدارس. واذا مات احد الافراد أي عائلة
تسابقت العائلات الاخرى من اجل تقديم الطعام والشراب لأهل الميت على مدى ثلاثة
ايام متتالية وكانت كل عائلة تحضر الى بيت العزاء تحمل معها القهوة لتقديمها الى
أهل الفقيد.
يتبع.......