قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"إِنَّ
أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ ثُمَّ
نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا" متفق عليه.
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أقرَنَيْن، ذبَحَهُما بيدِه، وسمّى وكبّرَ، ووضعَ رِجلَه على صِفاحِهما" متفق عليه.
ما هي الأضحية؟
هي ما يُذبح من الإبل، والبقر، والغنم، والمعز،
تقرّباً إلى الله تعالى في يوم عيد الأضحى وأيام التشريق إحياءً لسُنّة
إبراهيم عليه السلام في امتثاله لأمر الله بالتضحية بأغلى ما عنده –ولدِهِ
إسماعيل- ففداه الله بذِبْحٍ عظيم، مع ما في ذلك من إدخال السرور على قلوب
ذوي القربى والفقراء والمساكين ومواساتهم أيام العيد.
ما حُكم الأضحية؟
سُنّة كفاية مؤكّدة على أهل البيت الواحد، فإذا ضحى أحدهم حصلت سُنّة التضحية في حق الجميع، وهي شعار ظاهر ينبغي للمسلم المستطيع المحافظة عليها.
من المخاطب بالأضحية؟
المُخاطب بالأضحية المسلم البالغ العاقل المستطيع.
من هو المستطيع؟
هو
المسلم الذي يملك قيمة الأضحية بما يزيد على نفقته ونفقة عياله ومن تجب
عليه نَفَقَتُه من الطعام والكسوة والمسكن وغيره من الاحتياجات، طوال يوم
العيد وأيام التشريق.
هل يجوز أن يشترك أكثر من شخص في أضحية واحدة؟
تُجزئ
البقرة الواحدة أو الجَمَل الواحد عن سبعة أشخاص سواء كانوا من أهل بيت
واحد أو بيوت مختلفة. أما الشاة (الخروف) فلا تُجزئ عن أكثر من شخص واحد.
هل يجوز اختلاف نية الذبح لمن يشترك في بقرة؟
نعم
يجوز ذلك سواء كانت قُربة واجبة أو مستحبة، كأن يشترك سبعة في بقرة واحد
بنيّة النذر والآخر الأضحية والثالث العقيقة ورابع أراد حصّته لمجرد اللحم
لا للتقرب إلى الله تعالى.
أيهما أفضل المشاركة في بقرة أم الانفراد في ذبح خروف؟
الانفراد في ذبح خروف أفضل من مشاركة آخرين في بقرة، وذلك للانفراد بإراقة الدم.
ما هي شروط الأضحية؟
يشترط
أن تكون من الإبل، والبقر، والغنم، والمعز ولا تُجزئ من غيرها كالدجاجة أو
العصفور، ويشترط أن لا يقل سنّ الأضحية من البقر والمعز عن سنتين ودخلت في
الثالثة، ولا يقل سن الخروف عن سنة وطعن في الثانية، إلا أنه يجوز التضحية
بالخروف إذا (أجذع) قبل تمام السنة، أي: سقطت أسنانه.
كما
يشترط فيها أن تكون سليمة من العيوب التي تؤدي إلى نقصان لحمها، فلا يجوز
بمثل العوراء، والعمياء، والعرجاء التي اشتدّ عَرَجُها، والمجنونة التي لا
ترعى، والتي ذهبت أسنانها.. ولا يضر اليسير من العيوب السابقة لعدم تأثيره
في اللحم.
هل يجوز التوكيل في الأضحية؟
نعم
يجوز ذلك وينوي عليها عند إعطائها للوكيل، أو ينوي الوكيل عند ذبحه لأنه
قائمٌ مقامَه. وسواء في ذلك أن يوكل فرداً معيناً أو جهة كالجمعيات.
متى وقت الأضحية؟
يبتدئ
وقت الأضحية بعد طلوع شمس يوم النحر (يوم العيد) بحوالي ثلث ساعة أي
بمقدار مدة أداء صلاة العيد وسماع الخطبة. ويبقى وقت الأضحية إلى آخر أيام
التشريق (الأيام الثلاثة التي تلي العيد)، فتكون مدّتها أربعة أيام.
هل يجوز أكل المضحّي من أضحيته؟
نعم
يجوز، بل يُستحب. ويُستحب أن يأكل الثُلث ويتصدق بالثلثين على المساكين،
أو يأكل الثلث ويتصدق بالثلث ويهدي الثلث إلى الأقرباء والمعارف (ولو كانوا
من الأغنياء). ويجوز أن يتصدق بجميعها.
هل يجوز للمضحي أن يبيع شيئاً من أضحيته، أو ينتفع بجلدها؟
لا
يجوز بيع شيء من الأضحية، ولا يجوز جعل الجلد وغيره أجرة للجَزّار، ولكن
يجوز أن يتصدّق به. كما يجوز للمضحّي أن ينتفع بجلد أضحيته بجميع وجوه
الانتفاع.
مسائل يكثُر السؤال عنها:
- يجوز إطعام فقراء غير المسلمين من الأضحية بشرط أن لا يُعرف منهم العداء والمحاربة للإسلام.
- لا يجوز التضحية عن الغير إلا بإذنه.
- لا تصح التضحية عن ميت لم يوصِ بها، فإن أوصى بها من ماله جاز. (وأجاز بعض الفقهاء ذلك، والأولى جعلها من باب الصدقة عن الميت).
- الأضحية في وقتها عبادة أفضل من صدقة التطوع.
ما هي سنن الأضحية وآدابها؟
- يستحب لمن أراد أن يضحي إذا دخل عليه أيام عشر ذي الحجة أن لا يحلق شعر رأسه ولا يقلم أظافره حتى يُضحّي كما ورد في السُّنة.
- ويستحب أن يذبح أضحيته بنفسه، أو أن يشهد الذبح.
- وتستحب آداب الذبح العامة من تحديد السكين، وإراحة الذبيحة، واستقبال الذابح القبلة وتوجيه الذبيحة إليها.
- ويستحب التسمية والتكبير عند الذبح، فيقول: بسم الله ، والله أكبر.
- ويستحب أن يدعو الله تعالى بالقبول بعد الذبح فيقول: "اللهم تقبّل مني".
No comments:
Post a Comment