Saturday, October 11, 2014


قطف الزيتون وعصره

موعد قطف الزيتون تستمر عملية نضوج الزيتون 4 اشهر تقريبا ، ففي الاشهر ايلول - تشرين اول تنضج حبات الزيتون ، ولونها يصبح اخضر فضي ، وفي بعض الاحيان منقط بنقاط بيضاء . علامات نضج الزيتون هي تساقط قسم من الحب على الارض و " نصاحته " ونزول زيته ان هو ضغط قليلا . الاخضر ينضج قبل الاسود باسبوعين تقريبا ، ويعطي غلة اوفر لان حبه اكبر رغم انه غير زييت .وان كان القصد من الزيتون هو اكله فيجب علينا قطفه قبل ان ينضج كثيرا لان الزيتون الناضج لا يصلح للكبس .حبات الزيتون المتساقط على الارض لوحدها لا تخلط مع الزيتون المقطوف ، لان تساقط الزيتون ناتج عن عدة اسباب منها : المرض ، او دودة تهاجم الثمر ، او شدة الريح ، او تساقط المطر ، او أي سبب اخر غير نضج الثمرة .
 
التحضير لقطف الزيتون
كما ذكرنا سابقا تتجمع كل العائلة في موسم قطف الزيتون في الكرم ، وتخيم هناك ان كان الكرم بعيدا عن البيت حتى انتهاء الموسم ، كذلك فان العائلة التي لم تتجمع منذ سنة كاملة ، تتقابل في موسم الزيتون ، وتعمل سويا  ، وترتاح سويا  ، وتاكل سويا  وكل ربة بيت تتبارى مع الاخريات في تحضير الوجبات الشهية اللذيذة الطعم. هنالك اكلات خاصة بموسم الزيتون. تبدا العملية بجمع حبات الزيتون المتساقطة على الارض ، وهذة العملية تدعى "جول " يقوم بها الجوالون من نساء واولاد ، ثم تفرش تحت الشجرة " فلة " كبيرة حديثا تصنع هذة الفلة من اكباس خيش او نايلون ، ام سابقا فكانت من عباءات الرجال ، والهدف من الفلة هو الحفاظ على حبات الزيتون المقطوفة 0 كبر الفلة 5م * 5م تقريبا وبها فتحة تصل من طرفها حتى المركز ، حيث تفرش هذة الفلة حول جذع شجرة الزيتون ، وطرفها المفتوح يوضع على الاخر. في نهاية الكت ترفع اطراف الفلة لناحية المركز تى تتجمع حبات الزيتون في الوسط وهناك تتجمع في سلال " قفف" او اكياس . إن افضل طرق " الحوش " او " الكت" هي " التحليب " او " المرط ط او " الجود " باليد فالضرب يكسر الاغصان الصغيرة التي تعتبر الجيل القادم للشجرة ، فقد يضطر الحواش ان يضرب قلب حبة الزيتون مرات عديدة ليسقطها .اذا قرر احدهم كت شجرته هزها اولا ليسقط الحب الناضج جدا من الثمر ، ثم يستعمل  " العبية " ( العبابية ) او ( النقيفة ) وطولها متران يقف على مجامع الشجرة ينظف به قلبها 0 اما الجوانب فتضرب بالشقشاقة او الشاروط او الجدادة او الطواله وطولها يتراوح بين 2-3 امتار اذا يبذل حاملها جهدا اكبر ، وتكت الاغصان البعيدة من الشجرة. اما العرار او القراط او الطويل وطولها اكثر من ثلاثة امتار وتستعمل لانزال الثمر من الاغصان العالية ، ولصوت الشقاشيق والعرارات وغيرها رنين يسمع من بعيد في موسم القطف .تؤخذ هذة الادوات من اغصان شجر اللبنى او الخروب فهي ذات طراوة تساعد على الوصول الى حيث يريد الحواشون .ومن الادوات المساعدة الاخرى ، السيب ( جمع سيبة ) والسلالم والسلال والقراطل ، والقرطلة هي سله كبيرة مستديرة تصنع من قصب واغصان السريس .بعد الانتهاء من حواش زيتونة تنقل الغلات الى زيتونة اخرى وهكذا حتى انتهاء الموسم في الكرم ، عند العصر يذرى الزيتون في الحقل ليزال منه الورق والاغصان التي تكسرت ان كان هناك متسع من الوقت ، والا فان الناتج ينقل الى البيت حيث تقوم النساء بتنقيته من الورق والاغصان . يقال :ـ"افضل الزيوت ما كان من الشجر الىالحجر " لكنه قد لا يسمح الموسم او الدور في المعاصر بتطبيق المثل . فيوضع الزيتون في مكامر ، والمكمر هو حاصل من الباطون ، او يفرش على ارتفاع لا يزيد عن 15 سم لئلا يعفن ويقلب يوميا ليتعرض للهواء وليجف ويذبل . ان معدل ما تعطيه الشجرة الكبيرة في سنة جديدة يتراوح بين20-40 كغم والصغيرة  10-20 كغم.

عصر الزيتون
ما ان موسم قطف الزيتون هو موسم فرح وسعادة لاصحاب الكرم ، كذلك هو بالنسبة لاصحاب المعاصر فيفرحوا ويستقبلوا موسم الخير حيث يبدا العمل بالمعاصر مع موسم قطف الزيتون في اواخر ايلول ، حيث ينظفها اصحابها مما علق بها من اوساخ . ويجهزون "القفف " ويغسلونها ويتدبرون امر " البدادة " والدواب . قبل " المعصرة " او " البدودة " او " بابور الزيت" او " العصارة " ، كان الناس يعصرون الزيتون في البيت بالطريقة التالية :  تدق ربة البيت ما تحتاج من الزيتون بحجر " مدرس " في اجران سموها " بلاط حوض " ثم يضعون المدقوق في ماء ساخن حتى يطفوا الزيت منه " فيتقفونه " بايديهم . وطريقة اخرى هي وضع الزيتون المدقوق (بكل وسيله ) على اقفاف فوق عيدان حطب عليها قماش هو البد ،وتضغط بحجارة كبيرة فيستخرج الزيت . واياً كان التطور الصناعي لهذا الجهاز فان المعاصر الحديدية المدارة باليد حديثة العهد في بلادنا ، فقد وصلتنا اولى هذه المعاصر مع بداية هذا القرن وانتشر استعمالها في الثلاثينات فعوضت عن المكبس الخشبي اللولبي لتعطي نجاعة اكبر وناتجا اوفر من الزيت ، وتكثر المعاصر في القرى الجبلية وتقل في الساحلية والسهلية ، خاصة وان السهل ترك لزراعة الغلال على حين أكثر الجبليون من غرس الشجر في السفوح وخاصة الزيتون .لقد بدلت المعاصر الكهربائية الحديثة المعاصر القديمة التي كان يجرها الدواب . والبدادون اربعة على الغالب يتفقون على توزيع العمل خلال ساعات الليل والنهار اما الدواب فاثنتان ، واحدة تعمل والاخرى تستريح وتعلف والدابة اما ان تكون فرسا او جملا وقلما كان حمار او بغل لبطئهما .درس الفلاحين " قحقيهم " اولا بعد بله في براميل لاربع وعشرين ساعة او اضافة الماء الكثير خلال درسه ، ثم " الجول " بإضافة الماء بكمية أقل اثناء الدرس . كل ذلك لئلا يتأثر الزيت " الفقيش " بطعم الاول الحاد والمليء بالحوامض . فزيت " الفقيش " للمونة وليس للصابون . توضع الكمية المدروسة على البد ، وكلما قلت الكمية " نعم الدريس " وزادت فرص الانتاج ، ومدة الدرس ساعة تقريبا مع العلم ان الزيتون ونضجه يؤثران ، فالمليصي دقيق غير ناضج " يزملط " من تحت الحجر .والزيتون في البد يقلب خلال دوران الحجر عليه حتى ينعم . واشارة نعومته هي اللمس باليد وخلال الدرس يضاف بعض الماء لترطيب قشرة الحب الجاف نوعا ما. وبعد درس الزيتون
: يعبؤ الدريس بالقفف ، حيث تغسل القفف مرة كل اسبوع وتضرب ليكت منها القش والعجـم النواة الصلبة ) العالق بها ، ويعبىء القفف رجلان احدهما يحمل الدريس " بالرفش " وآخر يرتب المادة فيها .وتنقل بعدها الى " المكبس " الواحدة فوق الاخرى .ادوات كيل الزيت هي " الرطل " كوحدة او " الكيلة " في بعض المناطق و " الطاسة " تتسع لاوقية ونصف ، وهناك " الربعية " و " الثمنية " اذا كانت الكيلة هي الوحدة ، وبعد الكيل يوضع المكيال على " الجحش " بجانب " بئر الزيت " ليمصي ما علق به من زيت ، ومجموع ما يتجمع في الجحش يصل الى 3 ارطال كل 24 ساعة اذا كان عدد الدارسين كبيرا . ودرس " الجفت " عملية مربحة قام بها البدادون خلال استراحة المعصرة من طالبي الدرس . تضاف الى الجفت كمية من الماء ويدرس مرة اخرى حتى يصبح كالمرهم ويكبس بقوة اكبر . ان الجفت يعطي حتى 10% من الزيت الاولى ان هودرس دون تأخير.

No comments: